أصدقائي المجاهيل
لا أكتب عن الغرباء فحسب، بل أكتب عن مجاهيل في عالم ليس بغريب، حيث يمكنني وصف شخص مجهول دون آخر غريب لا يمكن وصفه. أحد هؤلاء المجاهيل صادفته في تويتر فقررت متابعته، كانت تغريداته تستهويني كثيرًا. لم أكن أعرف عنه سوى أسمه وأسم عائلته، دفعني ذلك لأترقب بيع إصداره الأول في معرض مسقط للكتاب، ثم الإصدار الثاني في العام الذي يليه. كنت أتساءل حينها لماذا لا يفصح هذا عن صورته لأراه في تويتر، على أقل تقدير سأستطيع تخمين عمره من خلالها. كنت متشوق جدًا لذلك؛ لأن ثمة تساؤلات كانت تراودني كلما قرأت له شيئا جديدًا. مرت الأيام حتى تحقق حلمي ورأيت تشكيلة جانب من وجه في حسابه على انستجرام. شيئا فشيئا حتى وضعها صورة رمزية لحسابه في تويتر. حينها بدأت أحصل على إجابات أخلقها بنفسي وأصدقها؛ أصبحت ألصق عليه تحليلاتي الواهية، حتى قمت بإلغاء متابعتي له منذ فترة ليست ببعيدة. وكذلك في تويتر تتكرر الصدف والصداقات مع مجاهيل لا أعرفهم واقعًا بل افتراضا وذلك يكفيني - كما أنا مقتنع بذلك الآن - ومرة في حديث أخذني مع أحدهم، اختتمت كلامي بـ " لا تفصح عن هويتك، هكذا أنت هنا أجمل " ومع مجهول آخر...