المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٤

لا شيء يعجبني

"يقول الجامعي : ولا أنا، لاشيء يعجبني ... ويقول جندي :  أنا أيضًا. أنا لاشيء يعجبني. أحاصر دائمًا شبحا يحاصرني" . . . محمود درويش تبدأ الحكايات بأفكار وقناعات نستصعب التنازل عنها أو التخلص منها. حينها كل أمر مخالف لذلك لا نتقبله. بدأت قصة عشقي للعسكرية بعد الصف العاشر في المدرسة حينما أنهيت دورة التربية العسكرية وكما كنا نطلق عليها "الانضباط العسكري" بدأ الحس العسكري يتعمق بداخلي حتى تغيرت أحلامي وطموحاتي. في سنتي الجامعية الأولى وهي مرحلة الانتقال الجذري في حياتي من بيت أبي وأمي للعيش في العاصمة لغرض الدراسة، عشت مع مجموعة من الزملاء الأعزاء جمعتني الأيام بهم على حب وهزل. لا أعلم من أين أتت تلك الفكرة الغريبة التي فرضنا بها أنفسنا نحن الثلاثة في غرفتنا الصغيرة وهي أن نوقع على ورقة قبل دخولنا لدورة المياه، لا لشيء وإنما للانضباط. ويعاقب كل من يخالف ذلك، ولكن الأمر الغريب حقًا أننا كنا نشعر بالذنب وتأنيب للضمير إن لم نلتزم بذلك بأنفسنا. تكثر الخلافات بيننا حتى هذا اليوم لأسباب تجبرنا أن نكون أكثر نباهة ودقة في أفعالنا. فيعاقب بالسخرية كل من يسيء استخدام

جديد مندفع

صعد على المنبر ليخطب بحماسة عالية : انتخبوني؛ فهذه خطتي لتطوير المؤسسة. فطال خطابه إلى أن صفق له الجمهور منبهرين مما سيقدمه لهم - ربما سيخلصهم من جبروت الطاغي الحالي. في الانتخابات حصل على أعلى الأصوات.         أثناء زيارتي لإحدى الوزارات في السلطنة اندهشت من حماسة الموظفين هناك في تلك الدائرة. وبقيت اتساءل مع ذاتي يا ترى من هو مديرهم الموجه والمحرك لهم؟! قررت أن أتعرف عليهم أكثر. بدأت الحديث مع الموظف الأول والذي راق لي أسلوبه حينما ناداني بـ "الزميل". تعرفت عليه وبدأ يتحدث عن طموحه في العمل وأنه متأمل من الوزارة أن تبعثه لإكمال الدراسة (المجاستير). سألته كيف الأمور؟ فأجاب : رتب أمورك والأمور أبو الطيبة! فازدادت دهشتي؛ فاختتمت الحديث بسؤال : كم سنة في الخدمة أنت؟ فأجاب (مبتسمًا) : جديد، شهور بس! انتقلت معاملتي إلى موظف آخر لا يقل حماسة عن الأول وجر بنا الحديث حتى سؤالي الأخير : كم سنة في الخدمة؟ فأجاب : كملت أسبوعين! وبقيت مبتسمًا أثني عليه لأنهي الحديث فورًا؛ فثمة تساؤلات ضخمة في رأسي يجب أن لا تخرج قبل أوانها. كان يجب علي انتظار انتهاء معاملتي فذهبت لأقضي بعض الو

...ولكن اسألني كيف أصادق؟

صورة
**مسودة مقال لم يكتمل كتبته بتاريخ 17 يوليو 2012م (فيه أشياء داخلة عرض) كثيرةٌ تلك الكرات من حولنا، وكثيرةٌ تلك الكرات في خزائن الملاعب. الكرة هي الركن الأهم في بعض الألعاب، فهناك أصناف متعددة من الكرات؛ فمنها الصغير والكبير ومنها المحشو والفارغ, ومنها المرن والصلب، ولكل واحدة منهما لعبتها الخاصة. ولكن مهما بلغت كثرة الكرات في خزائن الملعب فحاجة اللعبة غالباً للقليل منها فقط. وبالتأكيد عندما تغيب الكرة مثلاً لايمكن للعبة كرة القدم أن تبدأ بتاتاً فهي الجزء الأهم وإن نقص لاعبيها. وكذلك عند غياب اللعبة لا تكن هنالك حاجة للكرات وإن كانت كثيرة. وفي الألعاب والبطولات ذات المستوى الكبير قد تجامل تلك الكرة بعد الانتهاء منها؛ فيقوم الحكم الدولي، أو اللاعب الإحترافي بالتوقيع عليها لتبقى مجرد ذكرى لشخص آخر. ولكثرة الألعاب في حياتنا أصبح تعداد الكرات يزداد من يوم لآخر، وقد أكون أنا كذلك رقماً في لعبة ما. الأصدقاء والكرات، من واقع الحياة اليومية استلهمت أن بعض الأصدقاء أشبه بالكرات حقاً. فهنالك أشخاص يكون وجودهم مهم فعلاً في بعض المحافل فبدونهم لا يكتمل الموقف، ويشعر ذلك الشخص ب

ثقافة التعلّق

صورة
أحد الأقارب لدى زيارته لنا، قال لأبنته ذات الأربع سنوات مازحًا : سنترك أختك (ذات الـ6 أشهر) معهم في بيتهم. غضبت البنت وهمت بالبكاء حتى ضربت أبيها. فقال لها : ستنام معهم الليلة فقط وسيحضرونها غدًا. وبقت تبكي إلى أن حملها معه (الصغيرة) فطمئن قلب الكبيرة . في إحدى مذكرات الدكتور مبارك بن سيف الهاشمي رحمة الله عليه يذكر قصة جميلة :  كان الأب مرافقًا أحد أطفاله للعب في إحدى المنتزهات. بدأ الطفل باللعب واللهو بحرية متنقلًا بين لعبة وأخرى. وفي نهاية النزهة قال الطفل لأبيه : أبي أشتري لي أرجوحة مثل هذه لبيتنا. فقال الأب هذا المنتزه عام وسنأتي إلى هنا كلما أردنا. الطفل : لا، فأنا أريد واحدة لي لوحدي . في المدرسة كنا نقيم احتفالًا في نهاية كل عام دراسي احتفاء وتعلقًا بالزملاء والمعلمين. حيث أن مشاعر الحزن الوداعية تطغى على فرحتنا ربما. فلازمنا هذا الشعور حتى إلى ما بعد المدرسة فكثرت حفلات الوداع معنا . صديقي باع سيارته بعد رفقة طالت معه إلى العشر سنوات. فأصبح كلما يراها في الشارع يقودها غيره يقول : " ما تهوني مع غيري ". أما صديقي الآخر سيحتفظ بهاتفه (النوكيا - الشار

هي محق

صورة
في معرض مسقط الدولي للكتاب في عام 2013م كنت أتجول مع أحد أصدقائي، فقلت له ابحث لي عن كتب تفهمني الاختلاف بين الرجل والمرأة. أريد أن أفهم المرأة فربما أنا مقبل على علاقة حب. وجدت كتب كثيرة؛ حينها كنت مقتنع بفكرة أنني إذا أرد التعرف على طبيعة النساء يجب أن اقرأ لما تكتبه النساء عن أنفسهن وليس ما يكتبه الرجال عن النساء. فاشتريت كتاب لمؤلفة أجنبية لا يحضرني أسمها الآن. بدأت القراءة عليه، كانت عناوين الكتاب جذابة وتجيب على تساؤلات شتى تدور في ذهني. ولكن سرعان ما توقفت عن القراءة بسبب الإسهاب الممل في الطرح وربما كثير من المواضيع كانت لا تجيب عن عناوينها؛ فتركت الكتب جانبًا. علما بأنه هذا الكتاب هو الثالث الذي لم استطع إكمال قراءته لأن كاتبته امرأة. وهذا هو أول الاختلافات بيننا هو إنني لا أستطيع قراءة ما تكتبه المرأة. في تغريدة لي بتويتر كتبت انتقادًا لحال الجامعة في أمر ما عايشته بنفسي. فهجمت علي إحدى الزميلات قائلة بأنني لست على حق ولها الدلائل القاطعة. غضبت فانسحبت ممثلًا -  لأول مرة - اعترافي بالخطأ. هي لم تكن مكاني، وحتى أنا لم أكن مكانها. وكلانا محق بزاويته وهذا الاخت