لا شيء يعجبني
"يقول الجامعي : ولا أنا، لاشيء يعجبني ... ويقول جندي : أنا أيضًا. أنا لاشيء يعجبني. أحاصر دائمًا شبحا يحاصرني" . . . محمود درويش تبدأ الحكايات بأفكار وقناعات نستصعب التنازل عنها أو التخلص منها. حينها كل أمر مخالف لذلك لا نتقبله. بدأت قصة عشقي للعسكرية بعد الصف العاشر في المدرسة حينما أنهيت دورة التربية العسكرية وكما كنا نطلق عليها "الانضباط العسكري" بدأ الحس العسكري يتعمق بداخلي حتى تغيرت أحلامي وطموحاتي. في سنتي الجامعية الأولى وهي مرحلة الانتقال الجذري في حياتي من بيت أبي وأمي للعيش في العاصمة لغرض الدراسة، عشت مع مجموعة من الزملاء الأعزاء جمعتني الأيام بهم على حب وهزل. لا أعلم من أين أتت تلك الفكرة الغريبة التي فرضنا بها أنفسنا نحن الثلاثة في غرفتنا الصغيرة وهي أن نوقع على ورقة قبل دخولنا لدورة المياه، لا لشيء وإنما للانضباط. ويعاقب كل من يخالف ذلك، ولكن الأمر الغريب حقًا أننا كنا نشعر بالذنب وتأنيب للضمير إن لم نلتزم بذلك بأنفسنا. تكثر الخلافات بيننا حتى هذا اليوم لأسباب تجبرنا أن نكون أكثر نباهة ودقة في أفعالنا. فيعاقب بالسخرية كل من يسيء استخدام...