الواتساب لا يحترمني
بعد قرابة 5 سنوات من تأسيس شركة واتساب في عام 2009 والتي جاء ابتكارها
على يد كل من براين أكتون و جان كوم الذي كان يبحث عن خدمة تحترم خصوصيته، ففي
طفولته التي قضاها في أوكرانيا كان البلد شيوعيًا؛ حيث البوليس السري.
كرّسا جل اهتمامهما لبناء خدمة يود الناس استعمالها لأنها فعالة وتوفر عليهم
الأموال، ولأسباب الخصوصية نفسها رفضا فكرة بيع الإعلانات التي قد تجمع بسببها
البيانات الشخصية لكسب المال. فقد قال كوم في مدونة واتساب عام 2012 : لا أحد يرغب
في الاستيقاظ صباحاً لمشاهدة الإعلانات ولا أحد يحلم مساءً بالإعلانات التي ستعرض
في اليوم التالي.
كان الواتساب برنامج للتواصل الاجتماعي بسياسة موحدة -جيدة- وذلك بإمكان الجميع
معرفة آخر ظهور لك، ورؤية حالتك إن كنت متصلا به أم لا. وهذا ما اتفق عليه الجميع
في تلك الآونة.
إلا أنه وبعد ذلك أتاحت واتساب لمستخدمي أجهزة الأيفون إمكانية إخفاء آخر
ظهور لهم. وهذه كانت أول خطوة لم تعدل فيها واتساب بشان خصوصية بقية المستخدمين،
قبل أن تتاح للجميع قبل فترة أخيرة.
في الأمس أطلقت واتساب -المملوكة لفيسبوك حاليًا- تحديثا جديدًا يضم مزايا
متنوع أهمها : توفير ميزة لمعرفة هل قام المتلقي بقراءة الرسالة أم لا، ومتى قام
بذلك.
باعتقادي بأن هذا التحديث هو التحديث الأكثر غباء وسخرية بالمستخدمين، مهما
كانت فوائده وفعالية الاستفادة منه في مجال الأعمال. ولكن على الصعيد الشخصي (غير
الرسمي) أعتبر هذه الميزة انتهاكا لخصوصية المستخدمين. فنحن على الواتساب لسنا
بمكان التحقيق مع الأصدقاء الذين قاموا بقراءة رسائلنا أم لا، أو تجاهلوا الرد
علينا.
مهما تطورت مزايا الواتساب يبقى هو برنامج للتواصل الاجتماعي وليس منصة
لمراسلات الأعمال الرسمية التي تتطلب دقة في معرفة وقت الإرسال والاستلام
والقراءة.
من جانب اجتماعي هنالك 4 نقاط حساسة تتبع هذا التحديث :
1- فقدان الخصوصية سيكون المستخدم فيه عرضة للإحراجات، مما قد يدفع البعض
للتوقف عن استخدامه.
2- هذه الميزة ستدفعنا لنكون أكثر صراحة وشفافية في تواصلاتنا دون مجاملة
لأحد؛ وحينها يجب أن يتقبل الطرفيين حرية وخصوصية كل طرف منهما.
3- سيواجه أعضاء المجموعات غير النشطين ضغطًا مما قد يزيد من فعالية وجودهم أو
مغادرتهم للمجموعة.
4- هذا التحديث يؤكد لنا كمستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي أو الإنترنت بشكل
عام أن حياتنا تصبح مكشوفة شيئا فشيئا حتى لا يحق لنا أن نطالب بخصوصياتنا.
يا ترى هل ستتخلى فيس بوك أيضا عن سياسة
الإعلانات التي اتخذاها براين أكتون و جان لتبيع الإعلانات لنصف مليار شخص حول
العالم؟
التحديث الجديد ليس انتهاكا لخصوصية الاشخاص ومساله تقرير القراءة موجودة من زمن ال sms ما اعرف ليش مكبرين المسألة
ردحذفاقول لمنتقدي التحديث حان الاوان تكونوا صادقين مع الاخرين وتنسوا الاكاذيب والاعذار..
مرحبا سعيد
ردحذفتقارير رسائل النصية "SMS" كانت تقارير استلام وليس تقارير قراءة.
ظهرت ميزة تقارير القراءة في ماسنجر البلاك بيري من قبل.
شكرا لمرورك