ذعر وداع ساوند كلاود




ضجت شبكات التواصل الاجتماعي حول إشاعة إغلاق ساوند كلاود بعد 50 يومًا من الآن أي بعد الاحتفال بالذكرى العاشرة من تاريخ تأسيسه في أغسطس 2007م

فقد قامت الشركة بتسريح 40% من موظفيها وأغلقت بعض من فروعها، في محاولة منها لتقليل التكاليف، لأن كل شيء أصبح متعلق بالمال؛ فالشركة تملك من النقد ما يكفيها لتستمر لمدة 50 يوما إن لم تحصل على خطة تمويلية بديلة.

بلا شك! أثار هذا الخبر الذعر على صناع المحتوى الذين وثقوا به خلال السنوات الماضية. فالكثير منهم لم يكن يملك نسخ احتياطية لأعماله التي كان ينتجها -مثلي ربما، لا أملك نسخة احتياطية للتدوينات المنشورة على هذه المدونة -أو أنهم قطعوا أشواطا كبيرة لبناء قاعدة من المشتركين، ناهيك عمن كان يكسب المال من وراء هذا المنصة بطريقة أو بأخرى.

أما كمستخدمين، فعزائنا على تلك الأوقات التي نقضيها في الاستكشاف عن المقطوعات الجديدة التي تتناسب مع مزاجاتنا الآنية في كل لحظة.

لم ولن تكن هذه الحادثة الأولى التي تخذلك فيها هذه المجتمعات كما حدث قبل عام مع vine مثلا. تعمقا في ساوند كلاود فهو مجتمع موسيقى ينشئه ويطوره المجتمع، فبإمكان أي مستخدم أن يقوم برفع مقطعا صوتيا يرغب بمشاركته للعالم. سبب هذا النموذج من العمل نموا في حجم المحتوى المشارك بشكل هائل، إلا أنه قد تجاوز حقوق النشر وقوانين الملكية الفكرية. ساعدت هذه الحريات في بناء قاعدة مستخدمين تقدر بـ175 مليون مستخدم شهريا -حسب إحصائية نشرت في منتصف عام 2016م.


سوف أضع لكم هنا بعض من القراءات:

 -
بلا شك سوف تهتز ثقة المستخدمين بالخدمات السحابية، مما يقلل اعتمادهم على 
منصة واحدة فقط لأنها قد تهدد بالزوال، مما يعني عمل نسخ احتياطية للمحتوى على أكثر من منصة، وذلك بدوره سوف يضاعف من حجم البيانات بشكل هائل ويستنزف المخصصات التسويقية؛ لأنك كصاحب محتوى سوف تقوم بالتسويق في أكثر من منصة \ قناة.

-  قد تكون هذه الأخبار لعبة علاقات عامة -حيلة أخيرة- كمحاولة للفت انتباه المستثمرين أو المستحوذين مرة أخرى ربما أو لتحفيز المستخدمين أنفسهم للدفاع عنها وبدء عمليات الدفع، إلا أنها بلا شك فرصة ذهبية للمنافسين مثل (أبل، سبوتيفاي، جوجل وغيرها) لكسب ثقة مستخدمي الساوند كلاود والاستحواذ على أسواق أكبر.

 -
ليس كل شيء متعلق بعدد المستخدمين إن لم تسطع أن تخلق نموذج عمل ربحي يضمن تدفق المال للمشروع. وفي مثل هذه المنصات التي ينشئ محتواها المستخدمون، يجب أن يكون العميل -الذي قام بدفع رسوم الاشتراك -رابحا كذلك بذلك الاشتراك أو من المحتوى الذي يقوم بإنشاءه. كاليوتيوب مثلا يسمح لك بتقاسم نسبة من أرباح الإعلانات التي ينشرها على قناتك، وهذا ما يساعد بشكل كبير في تحسين المحتوى المشارك والاهتمام الجاد قبل نشره.


 -
إغلاق أي منصة يتبعه إغلاق أسواق أخرى، ويخلق أسواق جديدة. ومن الطرائف التي شاهدتها: حساب في تويتر متخصص في نشر مقاطع موسيقية مختارة من الساوند كلاود، قد أعلن بيع الحساب بعد إشاعة إغلاق ساوند كلاود.

 -
في عالم الأعمال لا شيء يبقى في القمة دون تطوير سريع، والتطوير الذي أعنيه هو ما يقوم به المستخدمون أنفسهم على المنتجات والخدمات وذلك بتحديد احتياجاتهم باستمرار وتلبيتها بما يتناسب مع جوهر العمل الأساسي. المنافسة أصبحت شرسة جدًا والشركات الكبيرة تقوم بالاستحواذ على الشركات الناشئة في وقت مبكر جدًا قبل أن تكبر وتبدأ في منافستها بشكل مباشر.

 -
السؤال الأهم من ذلك، كم عدد الخدمات التي قمت بالدفع لها مقابل استخدامها؟ وكم مرة تحايلت فيها لتحصل على الخدمات المدفوعة بشكل مجاني؟ في بعض الأعمال يكون المستخدمون هم قنبلة تدمير المنتج أو الخدمة بتحايلهم عن الدفع. ليس لأنها لا تستحق الدفع، بل لأن صاحب العمل قام بتقديم خدمة مكلفة لشريحة غير مستعدة للدفع لها.

-
 لا أعتقد بأن ساوند كلاود سوف تغلق خلال هذا العام، فهي معرضة للاستحواذ أو الحصول على مصادر تمويلية أخرى. ولكن ستبقى سياساتها عرضة للتغير، وربما أرشيفها كذلك.

وعلى كل حال، إن كانت الشركة سوف تغلق فعلا بعد 50 يوما أم بعد 5 سنوات، بالطبع هذه الإشاعة جعلتنا نفكر في البدائل بشكل جدي

أخبرني ما هي الخدمات التي تعتمد عليها الآن؟ وماهي بدائلك لها إن توقفت في يوم ما؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سناب شات ما وراء الفكرة

أصدقائي المجاهيل

من فضلك أعد إرسالها لـ 3 أشخاص