هل أستطيع مساعدتك?


#مدخل :

في صباح أحد الأيام كنت أتجول في أحد المحلات التجارية - لا أعلم إن كانت هنالك محلات غير تجارية أساسًا - ولولا تلك العبارة المكتوبة خلف قمصانهم "هل أستطيع مساعدتك؟" لظننت بأن العمال هم زبائن المحل لكثرتهم. 

جملة من التساؤلات سقطت فجأة على رأسي. ما الذي يدفع ذلك العامل \ الموظف الغريب ليساعدني أنا الغريب الآخر، هنا نستنتج بأن كلانا يمكن أن ينعت بالمجهول المحتاج.

وما إن أوشكت على تجاهل تلك التساؤلات؛ لأبدأ بالبحث عن بضاعة قصدتها، إلا أن سرعان ما تصرخ الذاكرة بأعلى صوت " لحظة! " حينها تذكرت تلك الرسالة "مرحبا يا مجهول، ممكن مساعدة؟".



#قصة 1 :

قبل سنة وأكثر من سنة ولربما أكثر من ذلك لا يهم الأهم هو أنني قررت أن أطلب المساعدة من أحدهم.

تجاهل طلبي . . . ثم كررت طلبي فأجاب : عليك أن تعلم بأن التجاهل هو أفضل وسيلة للتعامل مع المتطفلين.

آسف فأنت محق.

كان الفضول يقتل معلمي صاحب نظرية التجاهل، ياترى ماهي المساعدة التي يودها مني، ومن هو هذا الذي يتظاهر بالضعف كي يوهمني بأنه يطلب المساعدة!

اسابيع قليلة وتصلني هذه الرسالة "مرحبا يا مجهول، ممكن مساعدة".

في الحقيقة لم أتردد بتقديم المساعدة، إلا أن الخوف كان حليفي ربما هنالك درس آخر يود معلمي أن يلقنني أياه، إلا أنني بذلت مايمكنني أن أبذله له؛ ليس ليغفر لي معلمي، أو لأثبت له بأنني لم أرفض مساعدته فحسب، ولكن ستعرف في نهاية هذه الأسطر لماذا! 

انتهت مهمتي بكلمة "شكرًا" ربما كانت مزورة أو أنها كانت اتكيت لا أكثر. لا تهمني كلمات الشكر الآن، كنت انتظر درس الإعتذار القادم.

لم أكن أعلم أن الكبير لا يعتذر للصغير في عالمنا المثالي هذا.

غادر وبات طلبي معلق بالتجاهل.



#قصة 2 :

في منتصف أول صيف لي في الجامعة، يوم الجمعة في تمام الساعة الـ10 ليلًا :

انطلقت لأقطع مسافة 110 كيلو متر من الرستاق إلى مسقط . . . بعد الـ20 كيلو متر الأولى وقفت على جانب الطريق لأرفع غطاء محرك السيارة . . . السيارة متعطلة . . . أحد عابري السبيل ينعطف مسرعًا بسيارته ليوقفها أمام سيارتي المتعطلة :

- سلامات!
- الله يسلمك، الحرارة مرتفعة
- خذ هذه دبب الماي وعبي الراديتر، ولازم تصيّخه بأسرع وقت . . . لحظة! لحظة! عندك السير منقص!
- صح والله عشان كذاااا الواتر بنب مايدفع الماي للراديتر
- عالعموم أخوي شوف حد يجي يركب لك سير ولا شلها في رافعة، وأنا أستستمح منك مستعجل بكمل مشواري
- ما قصرت الأخ، درب السلامة

كنت أتساءل لماذا وقف هذا ليساعدني وهو في مشواره العاجل؟!

وقف ليساعدني وليته لم يقف! نعم ليته لم يقف!

ذلك الشاب حملني مسؤولية أخرى . . . يجب عليّ أن أرد ذلك الجميل، وبعد ذلك الموقف، اصبح لزامًا علي أن ارد الجميل لعابري السبيل جميعًا.

كانت المسؤولية الملقاة على عاتقي كبيرة جدًا، ولهذا لم أرفض طلب مساعدة أستاذي صاحب نظرية التجاهل.



# مخرج :

لا تزال قصة اللبن المسحور عالقة في ذهني، تظهر تفاصيل أحداثها فجأة عندما أقدم لأساعد من يقف على جانبي الطريق، وهو ينتظر سيارة الأجرة التي ستمر بجانبه بلا توقف لتزيد من قهره. فقد قام أحد الطلاب قبل عدة أشهر بتوصيل رجل كبير في السن إلى مبتغاه بسيارته الخاصة، وبعد ذلك أهدى ذلك العجوز للطالب علبة لبن جديدة ليرغمه على شرابها، وما هي إلا ساعات ويسقط ذلك الطالب على فراشه؛ لأن هيئة حماية المستهلك لم تكن قادرة على كشف ذلك اللبن المسحور في ذلك الوقت.

"نعم لا تثق بالغرباء (المجاهيل) حتى تقدم لهم خدماتك اللوجستية"

هكذا تكثر التحذيرات من المساعدة، ويكاد لا أحد يذكر لذة المساعدة خوفًا من ضياع النية ربما!

عندما تضيق بك الحياة، اعرض خدماتك، الجميع بحاجة إلى مساعدتك، ثم عد إلى مكانك وانظر إلى سعادتك.

في أحد الليالي الصيفية، كان بعض من الأمر يعكر صفوة مزاجي، فقررت التجول في الشارع لعلي أنسى ذلك الأمر. دقائق وأجد أحد المارة في الشارع المقابل فاتحًا غطاء محرك سيارته.

عدت لمساعدته، وبعد ذلك ذهبت إلى فراشي بشعور مختلف.

إلى هنا،،،

يجب أن نعلم بأن الكثير من مقدمي تلك المساعدات هم بحاجة إليها أساسًا (الإيثار)

هنيئًا لك! فأنت واحد منهم عزيزي القارئ.



< نحن بحاجة إلى بعضنا . . . كن بجانبي! >

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سناب شات ما وراء الفكرة

أصدقائي المجاهيل

من فضلك أعد إرسالها لـ 3 أشخاص