من فضلك أعد إرسالها لـ 3 أشخاص




#تمهيد

انتهيت قبل أيام قلائل من قراءة كتاب فن التمرّد على حياتك للمدوّن العالمي كريس جيلبو، والذي يقول: لا يكفي بأن تطلب من قرائك إعادة نشر ما كتبت، بل أكتب لهم "من فضلك، أرسل هذا إلى ثلاثة أشخاص آخرين"، أو "من فضلك ضع هذا الموضوع على شبكتك الاجتماعية المفضلة".

من هنا راودتني تلك الفكرة الرائعة لنشر تدويناتي المتواضعة، لتصل لأكبر شريحة ممكنة؛ لعلي أزيد بها عدد مشاهدات المدونة.



#قضية

يوم الأثنين 3 يونيو 2013م
تطلب الأمر مني كتابة إعلان لتأجير غرف زائدة عندنا ليست لنا حاجة فيها في تلك الفيلا التي قد أستأجرناها أنا وزملائي.

كتبت الإعلان وعرضت الغرفة الأولى بسعر 130 ريال عماني، والغرفة الثانية بسعر 120 ريال عماني، وأرفقت في رسالة الإعلان أرقام هواتف لي ولزميلي عزان. ثم ذيّلت الرسالة بـ "من فضلك أعد إرسالها لـ 3 أشخاص".

أرسلت الإعلان لبعض من زملائي في السكن، فكان ردهم كيف لنا أن نجد مستأجرًا بهذه البساطة، ولربما قد يكون السعر عاليًا.

فأجبت: سنجد إن شاء الله، كل ما علينا الآن هو العمل معًا، انشحووووا!

قمنا بنشر الإعلان عن طريق الواتساب.

تجاوب الكثيرممن وصلتهم الرسالة معجبين بآخر عبارة مكتوبة عليها.

هي أقل من نصف ساعة ووجدت أثنان من الجادين يودون إستئجار الغرف.

بعد ساعة أو أقل بقليل استلمت مكالمة من رقم مجهول:
- السلام عليكم، أنت أيوب؟
- نعم أنا أيوب.
- وصلني إعلان تأجر غرف، هل صحيح ولا؟
- (في استغراب من تأكيد صحة وجدية العرض) أيوا، أكيد صحيح!
- طيّب أنا أريد غرفة.
- جميل، لما أكون في مسقط بعد يومين بخبرك عشان تجي تشوفها.
- تمام إن شاء الله، أنتظرك!


وفي هذه الأثناء يستقبل زميلي عزان مكالمات أخرى، كما وقد عاين المكان بعض من راغبي الإستئجار في ذلك الوقت.

مكالمة أخرى بعد ساعتين من نشر الإعلان:

- أيوب الشعيلي؟
- نعم، أيوب يتحدث!
- وصلني مسج عرض غرف للإيجار.
- أيوا صحيح قمنا بإرساله قبل قليل.
- الغرفة الكبيرة بـ 30 ريال؟ والصغيرة بـ 50 ريال؟
- لا لا، الكبيرة بـ 130 ريال، والأصغر بـ 120 ريال.
- طيّب أنا المسج كذا وصلني!
- سبحان الله، يمكن حد تلاعب فيه.
- طيّب أخوي منك السموحة، ومشكووور!

تجاهلت الموقف!

بعد ساعة من الموقف الأخير:
ارسل لي أحد الأصدقاء الذين قمت بإرسال الإعلان لهم رسالة، يطلب مني إرسال تفاصيل عرض الغرف.

أصابني الإستغراب من موقفه، كيف له أن يسأل عنها وهي مبينة بشيء من التفصيل في الإعلان السابق.

لحظات ثم ارسل لي رسالة يقول فيها : " أكتشفت حاجة، في رسالة محرفة ".

هنا أدركت صحة ما يشاع بأن الرسالة قد حرّفت.

بعد ربع ساعة أخرى إتصال آخر، وصلته تلك الرسالة المحرّفة. وبعد ربع ساعة أخرى أيضًا مكالمة جديدة عن رسالة محرّفة.



#مخرج

في الحقيقة لست مباليًا بحجم تلك المكالمات المحرّفة التي تصلني، أكثر من أن تؤلمني حقًا محدودية ثقافتنا في الإتصال وتبادل المعلومات.

فلا عجب أن تصلك رسائل أو قصص دينية طويلة، من شخص يرسلها لك بإستمرار؛ فهي ليست سوى مجرد نسخ ولصق (إعادة توجيه).

كما قد يحلو للبعض خلق الإشاعات، وإثارتها دون أي سبب يذكر، فقط هكذا.

وبفعل الواتساب أكتشفنا أن الكثير من مستخدميه أصبحوا منافسين حقيقين لوكالات الأخبار؛ فتجدهم هم الأسبق في نشر الأخبار الحصرية والقرارات الوزارية ربما، دون التأكد من صحتها.


نحن لا تنقصنا كيفيّة استخدام مثل هذه التقنيات فحسب، بل تنقصنا ثقافة وإتكيت استخدامها. ربما نحتاج لتضمين ذلك في مناهجنا المدرسية والجامعية كذلك.

إذًا لا صحة لما يشاع في الواتساب بشأن زيادة الرواتب.

الخبر الصحيح هو أن يوم الخميس إجازة بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج.


" كل إشاعة تتناقل عبر الواتساب هي إشاعة صحيحة "


من فضلك أعد إرسالها لـ 3 أشخاص!

تعليقات

  1. جميل جدًا :)
    استمتعت بقرائته ..
    موفق ،، استمر ^^

    ردحذف
  2. لعلك يا سيدي أيوب اكتشفت هكذا "تحريف" وهكذا "ثقافة" من إعلانٍ واحدٍ فقط !
    ولا عجب في ذلك !


    فهنالك من يستمتعون أيّما استمتاع بممارسة هواية التحريف بل إن صح القول "هواية الانحراف".

    لا تقلق سيدي، فليسوا إلا مجرد مساكين، قد نال منهم الجهل حظه، وأكل منهم الخرف بعضه، وهم بين الناس كالغوغاء.

    ضيّعوا أوقاتهم جهلا، و عمّروا ساعاتهم لعبًا ولهوا ، وما كان لهم من الثقافة والدراية والنباهة و "القراءة" من نصيب ولا قريب ولا حبيبٍ يُطاع.

    ردحذف
  3. كلام رائع..و رد راقي بمعنى الكلمة..وليفهمها المقصود..

    اظنك قد شعرت بالرضى بعد كتابة هذا المقال..وجدت لذة رد الاعتبار..اشد على يديك و قول لك ما قصرت..غيرك للأسف يسكت عن الحق..أجدها شجاعه منك.. أخي أيوب..


    بالتوفيق..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سناب شات ما وراء الفكرة

أصدقائي المجاهيل