مجلس رقمي


#السبلة

في مجلس بيتنا أرسل إبنه الصغير الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره؛ ليسأل أمه : مخلصين ؟
غادر الطفل المجلس ولم يعد؛ وبقينا ننتظر!

أحدهم وهو يتناول القهوة أرسل لزوجته : كيف مخلصين ؟

في سبلة العزاء وبواسطة الواتساب كتب أحدهم لآخر يجلس في الجهة المقابلة منه : هذا الشيبة في كل عزاء أشوفه.

وآخر غادر مجموعتي في الواتساب بلا استئذان. بينما مجموعة أخرى كان العزاء فيها قائمًا بتكرار جميع أعضاؤها : أحسن الله عزاكم فلان!



#مجلس_جديد

في دراسة قمت بها مؤخرًا على المستوى المحلي شارك بالإجابة عليها 2053 شخص أثبت بأن 3%  فقط الناس والذين على معرفة بإستخدام التقنية لا يملكون برنامج التواصل الواتساب.
تبدو مجرد وسيلة إلكترونية لا أكثر من ذلك، الواتساب بيننا، يسرقنا من مجالسنا التقليدية إلى مجلس جديد؛ تنطبق عليه آداب المجالسة حتمًا.

ولكن كيف ؟!

سأقوم بتوضيح بعض من آداب استخدام الواتساب وبعض ما يتطابق منها مع آداب المجالسة العامة:

1-  في المجلس لا يتساسر اثنان دون آخرين (ثالث)؛ كذلك في مجموعات الواتساب أثناء الحديث أو النقاش فيها، لا تحدث أحد أعضاء المجموعة في نفس موضوع الحديث أو ما يتعلق به على إنفراد (في الخاص). والعكس ينطبق أثناء الحديث مع أحدهم (في الخاص) لا تجيب وتتفاعل في مجموعة أخرى وخاصة تلك المشتركة بينكما، فهذا يعطي إيحاء بأنك تتجاهله أو أن محادثته ليست لها أية أهمية.

2-  إخفاء الظهور : حسب الدراسة 16% من مستخدمي الواتساب يلجئون لإستخدام وسائلا مختلفة لإخفاء ظهورهم. الأمر الذي يدل على ضياع فلسفة الواتساب الأساسية. ففي الحقيقة أصبح الواتساب الوسيلة الأساسية \ الرسمية للتواصل مع الكثير من الناس؛ فكيف تنتظر رد أحدهم على رسائلك في ذلك الحين بينما آخر ظهور لك هو يوحي بأن [ غائب ] يومين أو ربما شهر وأكثر!!

3- في نفس الدراسة وجدت 41% من المستخدمين هم من يجيبون على الرسائل في نفس الوقت. الأمر الذي يجعل البعض يتجنب إظهار قراءته للرسائل في حالة إنشغاله (الدخول بغير إتصال). وهنا أختصر القول : لا تحاول إخفاء ظهورك مهما كانت إنشغالاتك : فإما أن تقرأها وإما أن تتجنب الدخول بتاتا، كما أنك لست مطالبًا بالرد على رسائلك في نفس الوقت؛ وهذا ما أود إيصاله للمرسل نفسه.

4- مستغرب جدًا من حال البعض في الواتساب! هنالك 3 أصناف من المستخدمين، الأول : مستخدم عادي، الثاني: مستخدم يخفي ظهوره، الثالث: مستخدم خامل يجدد ظهوره. النوع الثالث يذكرني بالنائمين الذين يتقطع نومهم فقط ليدخل على الواتساب ويجدد ظهوره، ولكن هو في الغالب نائم! معظمنا يذكر تلك النكتة بشأن آخر ظهور عندما كان يتظاهر الولد بالنوم، فقالت له أمه : انهض!! فآخر ظهور لك هو قبل دقيقة فقط.

5-  " متصل " لا تعني بأن رسالتك قد تمت قراءتها، وإن كانت كذلك فليست بالضرورة أن تصلك الإجابة عليها فورًا. وكما أسلفت فإن 41% من المستخدمين فقط هم من يجيبون على الرسائل في نفس الوقت.

6-  اختيار أوقات الزيارة الصحيحة : متصل أو آخر ظهور له هو قبل 5 دقائق (والوقت الآن هو منتصف الليل) لا يعني بأنه يود السهر على الواتساب  فربما أزعجته رسالة عاجلة ليجيب عليها وثم يعود للنوم.
مثل البيت تماما بعد أوقات الزيارة المناسبة، ليس بالضرورة أن ينام أهل البيت فورا. فهم في بيتهم أحرار؛ كذلك حتى وإن كانوا غير نائمين (متصل) ولكن هل يعقل أن تزور جيرانك بعد منتصف الليل؟!
بالمناسبة 10%  فقط من المستخدمين هم من يخصصون وقت محدد للواتساب.

7-  " متصل " غالبا ما تعني بأنني مشغول بمحادثة أخرى، لذلك من الخطأ أن تترقب إتصال أحدهم كي تقوم بالتواصل معه! ارسل له وإن كان غير موجود ولكن في أوقات الزيارة الصحيحة؛ بعدها سيكون متصلًا لأجلك أنت.

8- يجب أن ندرك آداب استخدام الرسائل الجماعية "broadcasts" فالبعض يضع قوائمًا لجميع جهات الإتصال لديه؛ ثم يقوم بإرسال كل ما يروق له بدون مراعاة لفئة المستقبلين المتنوعة والمختلفة (شخصيا تزعجني الرسائل الطويلة؛ فأقوم بحذفها قبل قراءتها)، وكما قال أحدهم : عندما تصلك رسائل من هذا النوع لا يعني بأن الشخص قد يتذكرك في تلك اللحظة؛ ربما وضع القائمة قبل سنتين. إن نسبة مستخدمي هذه الميزة هي 77% فقط فطوبى لكل المهتمين بالتنوير عن طريق الواتساب وعذرًا للمزعجين.

9- الحالات والصور الشخصية :  من الضروري جدًا مراعاة وانتقاء الحالات (status) والصور الشخصية بما يتناسب ويليق مع نوعية ومستويات الأشخاص الذين تتحدث إليهم، فكل ذلك يعكس شخصيتك ومظهرك تماما مثلما يعكس مظهر لباسك في المجالس. تبين لي بأن 83% من الواتسابيين (مستخدمي الواتساب) يهتمون بمتابعة حالات وصور المضافين لديهم. كما وقد يستخدمها البعض لشن حروبًا باردة كأن يكتب أحدهم حالة ترد على حالة شخص آخر يحبه أو يكرهه.

10-  لأن الواتساب يساهم في إنجاز أعمال 60% من الناس سريعا؛ فهنالك من المزحومين عليه بتخليص العديد من الأعمال. لذلك عود نفسك بإرسال رسالة كاملة تختصر فيها ما تود أن تقول؛ ولا تنتظر منه الرد على "أهلا وسهلا" - حتى وإن كان متصلًا -  لكي تكمل باقي حديثك معه.

11-  تجنب الكتابة بالتقطير : كلمة كلمة، وإنما ضع جملًا كاملة واضحة بعلامات الترقيم. ولا مانع من إستخدام الرموز التعبيرية التي تليق بمقام الكلمة فمن المدهش بأن 3% فقط من الواتسابيين لا يستخدمون ذلك، كما أن 66% منهم يؤمنون بصدق دلالتها التعبيرية للكاتب.

12-  لا تختصر العبارات الترحيبية مثل : س ع ، م ن. وإن كنت لا تملك الوقت لها فلا تكتبها إطلاقا.
فذلك يعطي إيحاء بأنك لا تملك الوقت لتحادثهم وإنما مجبور على ذلك لحاجة ما! قوة الإستفتاح مهمة جدا لكسب المستمعين سواء في الواتساب أم اللقاءات الخارجية الأخرى.

13- 56% من مستخدمي الواتساب يديرون على الأقل مجموعة واحدة. وواحدة من أهم آداب مجموعات الواتساب أن لا نغادرها بلا إستئذان من مديرها. كما أن كل عضو فيها هو مسؤول عن ما يشاركه ويعبر عن شخصيته وفكره الخاص، قبل إلقاء اللوم على مديرها.

14- النوم في المنزل : عندما تشعر بالنعاس والرغبة بالنوم غادر المجلس (المجموعة) واذهب إلى غرفتك؛ فلا تبقى كالمراقب دومًا في المجموعة بلا مشاركات إطلاقًا. وبإمكانك الرد بـ "عُلِم" بين فترة وأخرى.


 #فنجان_أخير

إن متوسط الرسائل التي يرسلها المستخدم الطبيعي في اليوم الواحد على الواتساب لا تتجاوز الـ50 رسالة، وقد تكون أنت أحد  الـ18% الذين لا يستطيعون الإستغناء عن الواتساب لمدة يوم واحد كامل؛ لذلك فلنرقى معًا باستخدامه بما يعود علينا بالنفع الإجتماعي والمعرفي والعملي.

ولا بأس بأن نتجاوز اليوم متوسط الرسائل المرسلة وذلك بإعادة نشر هذه النصائح 

تعليقات

  1. رائع جدا أيوب بالفعل نقاط مهمة جدا وخصوصا مغادرة المجموعات بدون استئذان مديروها ... تسلم على النشر وإلى الأمام دائما

    ردحذف
  2. مجرد قارئة⁉️2 أغسطس 2014 في 7:47 ص

    نقاط مهمة قد نتجاهل عنها، كم كنت بحاجة إليها كي أختصر توصيلها الى فئات مستهدفة لدي في "الواتساب".


    كما ان هذا لا يقتصر فقط على برنامج " الواتساب" كون تعدد برامج التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي فقط ينقصنا الاسلوب الامثل لاستخدامها حتى تعود علينا بالنفع كمثل ما ذكرته أعلاه.
    دمت بود


    تحية لقلمك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سناب شات ما وراء الفكرة

أصدقائي المجاهيل

المدينة لم تستيقظ بعد!