فاضي مثلك
انته ماعندك شغل تقرأ كلامي!
#مدخل
وأنا مستلقٍ على الفراش، أشعر بفضاوة كبيرة، تجعلني أتخبط لممارسة مالا فائدة منه. لولا أشعة الشمس الحارة لخرجت لأجوب المنطقة بدراجتي الهوائية. ربما سأعود لإستكمال صفحات أخيرة من كتاب ممتع للمؤلف باولو كويلو. حقًا إنها فضاوة وقت تجعلني أتردد على المطبخ لفتح باب الثلاجة وإغلاقها، ثم أعاود القراءة ولكن قسوة فراغ الوقت الذي أشعر به الآن تدفعني لكتابة هذه الكلمات.لا أعلم إن كنت سأستكمل هذه الكلمات حتى النهاية، فهنالك هواية أود ممارستها، وهنالك أعمال فنية تنتظرني، ومشوار خارج المنزل أود قضاءه - ربما سيكون في منطقة صناعية - وأعمال إدارية تخص عملي بالجماعة وأخرى متعلقة بالفريق الأهلي والذي يجب علي القيام بها جميعًا.
كل هذا سأقوم به لاحقًا عندما يعاودني فراغ من الوقت.
#قضية
" نحن لا نملك الوقت، الوقت يملكنا "لطالما استسلم الكثير لهذه المقولة، ولطالما توهم الكثير بها.
كثيرون هم من يرددون : نحن لا نملك الوقت الكافي لفعل هذا، ولسنا بالفاضين كي نقوم بهذا.
في حقيقة الأمر نحن نتمنى لو نملك أكثر من 24 ساعة لكل يوم، ولكن هل فعلًا هذا الأمر سيجعلنا ملوكًا على أوقاتنا؟ لا أظن!
سيجيبك أحدهم قبل أن ( يمضي ) : كل العظماء يملكون 24 ساعة فقط. قل له : "شكرًا على المعلومة".
كلنا يتمنى القيام بكل شيء، ولكننا غالبا ما نقول : "ودي أسوي مثلك بس انا ما فاضي" وكأن "مثلك" هو إنسان فاض. مثل هذه الردود هي غالبا ما تضايقني، وأجزم بأنها تضايق الكثير من هم غيري.
مند زمن وأنا أعتدت على أن أرى شاب يجلس في المسجد فترات طويلة يقرأ القرآن، تساءلت في نفسي وأجبتها فورًا "هذا فاضي ما عنده التزامات مثلي". وبعد فترة سألته كيف يقضي يومه، فصدمني رده! أكتشفت بأنه يدير ساعات يومه بشيء من الإحكام، يقضيها بشيء يعود عليه بالنفع. حينها صغرت قيمتي وقيمة إلتزاماتي!
في مثل هذه المواقف معظمنا يحكم ويصنف نفسه بالمشغول، وغيره هم الفارغين.
الشيء المتناقض هو أننا نتوهم ضيق الوقت وجداولنا ممتلئة بالأعمال والالتزامات ونتمنى الإجازات، ولكن سرعان ما يصيبنا الملل جراء إجازة بسيطة لمدة 3 أسابيع.
سأخبرك بمعلومة عني أنا المثالي : لو منحت إجازة لمدة سنة كاملة لن أشعر بالملل فيها قط؛ ربما لأنني لا أطيق مشاهدة التلفاز.
ولأنني مثالي سأخبرك شيئًا آخر : أكره الزيارات المفاجئة، حتى في أوقات فراغي لا أقوم بزيارة أحدهم قبل أن أقوم بإبلاغه بذلك قبل فترة كافية لأتأكد من تفرغه.
أعتذرت كثيرًا ومازلت أعتذر عن الخروج من المنزل رغم فضاوتي في تلك الأوقات، لسبب عدم التخطيط المسبق لها. نعم! أخبرتك بمثاليتي سابقًا.
#الخلاصة:
حياتنا نعيشها بتخبط، مواعيدنا تسوف، لحظاتنا نفزع لها، ودقائقنا تحتضر ... أوقاتنا تحتضر.حياتنا مزيج من الأعمال، مزيج من الأولويات، مزيج من الضرورات.
كلنا له التزامات خاصة، ولكن من منا يجيد توزيعها على سلم من الألويات، وترتيب الهام منها وغير الهام؟
نصائح مهمة :
• نم باكرًا واستيقظ باكرًا.
• استخدم مصفوفة إدارة الوقت لتوزيع الأولويات على أعمالك حسب المربعات التالية : (هام وعاجل ، هام وغير عاجل، غير هام وعاجل، غير هام وغير عاجل)
• إذا كنت تسرف في قضاء وقتك بما لايعود عليك بالنفع : أكتب قائمة بالأعمال التي لاتود القيام بها في قادم الأيام أو في ذلك اليوم بالتحديد. اجعل هذه القائمة أمام عينيك لتتذكر مايجب عليك تجنب القيام به؛ ستجد نفسك شيئًا فشيئًا تتخلى عن عاداتك غير الجيدة. وهذه الطريقة أفضل من أن تكتب قائمة بالأشياء الجيدة التي تود القيام بها .. جربها لتكن مثالي مثل كاتب هذه الكلمات!
• لا تظهر للآخرين إنشغالك الدائم؛ فذلك يولد بداخلك شعورًا بأنك تملك المزيد من الوقت لتنجز المزيد من الأعمال. وهذا ما أظهره للآخرين غالبا.
• جرب التخطيط لزياراتك للأهل والأصدقاء، هنا أنت تنظم وقتك ووقت من تزوره.
• قلل من استخدام سارق الوقت (الواتساب وغيره من برامج المحادثة).
• ابتعد عن المنبهات كالشاي والقهوة.
• لا تفزع للحظاتك؛ فتصبح حياتك في طواريء.
إذن جميعنا مشغووولون ونحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياتنا حتى ننجز أهمها.
إذا ماعندك شغل انتظر تدوينتي القادمة بعنوان ( صالونة البسكويت ).
تعليقات
إرسال تعليق