صالونـة البسكويـت

#المكونات

بعد عدة أيام سنستقبل عيد الفطر المبارك، وكصباح أي عيد، اعتادت والدتي العزيزة تحضير "قبولي الدجاج" منذ الفجر الباكر، وكما عودتنا عمتي إحضار "العرسية" التي تعدها في منزلها.
تساءلت إن كان بإمكاني ابتكار وجبة جديدة لقادم الأعياد وهي "صالونة البسكويت" وتساءلت إن كان بإمكاني تقديمها لأحد جيران بيتنا؛ ربما سيقبلها ولكن سيكتب في قبيلتنا شعرا.
بعد ذلك ستصبح تغيورة الشعيليين هي "صالونة البسكويت"

#المقادير

ربما أدركت ما كنت أعنيه في المقدمة السابقة (المكونات). كان من الأحرى أن يكون عنوان هذه التدوينة السخيفة هو "التغيير" ولكن أردت لها شكلًا آخر.
*ملاحظة : قد لا تكون المقادير صحيحة 100% وذلك لأنها أول تجربة لي في إعداد مثل هذا النوع من الصالونة؛ إذن سأقوم بذكر بعض المقادير (الأمثلة) الهامة فقط.
1. في أحد المجالس العامة ، دخل شاب محلوق الشارب و بقصة شعر غير مألوفة، و بدأ يسلم على كبار السن من هم هناك؛ التفت إليه الحاضرون أصحاب الشوارب العريضة التي تختبئ ورائها هيبة و وقارة الرجال بنظرة اشمئزاز و استحقار. شعر الشاب بالغربة ،، فغادر المجلس.

2. التحق 3 أشخاص من مناطق مختلفة بوظيفة جديدة فأصبحوا زملاء في العمل. قرر أحدهم أن يدعوهم معًا لتناول العشاء في منزله. حضر الزميلان إلى بيت زميلهم الآخر، و قبل الطعام قام صاحب المنزل بمناشدتهم (بسؤالهم) عن علومهم (أحوالهم)! بعد مفاضلة طويلة، أجاب أحدهم كالمعتاد : " ماشيء علوم، الديار ساكنة...من صوبكم؟ ". الضيف الثاني رفض الطعام بحجة المرض.

3. اعتاد أيوب على استخدام نظام التشغيل مايكروسفت ويندوز. مؤخرًا ، عرض عليه أحد زملائه نظام تشغيل آخر يدعي بأنه الأفضل والأحسن. ولكن رفض أيوب التجربة مطلقًا.

4. اعتاد أحدهم النوم على فراش في أرضية الغرفة دون سرير. أهداه أخوه سرير فأصبح ينام تحته.

5. موظف قديم في إحدى المؤسسات الحكومية التي تتسم بالعمل الروتيني رفض عرض مغري قدم خصيصًا له من شركة كبرى.

6. أحدهم ذهب لزيارة مريض في بيته. أكثر كلمة ترددت في المجلس هي " زيد، تفضل زين .. " ثم خرج الزائر من المجلس يقول للمريض : "احسنت والله أكلت واجد" بدلًا من أن يقول له : شفاك الله \ آجرك الله \ أتمنى لك الشفاء العاجل.

7. في المطعم عند الغداء كنت على وشك أن أطلب صحنا من مكبوس الدجاج؛ ولكن زميلي رفض ذلك : المندي أحسن. سألته هل جربت المكبوس؟ فأجاب: لا، جربت المندي ولذيذ.

#التحضير

سيقول لك آخر واحد في القافلة : "التغير يبدأ من الداخل". قل له: "استريح انجيب صحن عيش غيره" هؤلاء هم المحبطون، يخافون من التغيير. إذن، الشيء المهم هو أن تبدأ الآن بالتغيير و بقناعة.
كما لاحظنا في الأمثلة السابقة، يوجد إعراض شديد عند كثير من الناس عن التغيير. يكرهون التغيير، بحجة أنه ربما يكون خطيرا وله نتائج غير متوقعة. وكذلك بعضهم ممن يتبع أسلوب توارث العادات والتقاليد، حتى وإن كانت غير حميدة.

ففي المثال رقم1 نستنتج بأن هنالك فجوة أو خلل بين الأجيال، بغض النظر عن كون موقف ذلك الشاب صحيح أم لا. فالأجيال السابقة تتمسك بموقفها وآرائها و تعتبرها هي الصحيحة فقط، نعم، هي ليست خاطئة ولكن ربما لا تناسب جيلنا، وكما قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : ((ربّوا اولادكم على غير ما درجتم عليه لأنهم مخلوقون الى زمان غير زمانكم))

أما في المثال رقم2 نجد تعصبًا في تطبيق العادات القبلية، فالأول في قبيلته لا يتناولون الطعام في بيت الضيف إلا بعد سؤالهم عن "العلوم والأخبار" أما في قبيلة الثاني عيب أن تسألهم قبل الطعام! عادة المناشدة والسؤال عن العلوم ليست بالسيئة كي نتخلى عنها، ولكن يجب أن يكون هنالك تنازل في ممارستها.

وأيوب في المثال رقم3 نجده يرفض تجربة شيء جديد عليه، ربما لأنه يخاف التغيير و الإنتقال إلى شيء مجهول العواقب. إن ظل أيوب على حاله فإنه لن يتعلم و لن يتطور.

وفي المثالين رقم4 و5 نرى فئة من الناس تعشق وضعها الحالي، ويصعب عليها التخلي عن بعض الأعمال التي تحولت إلى عادة رئيسية في حياتهم. وكما يقال بأن انتقاد الروتين أصعب من انتقاد التغيير؛ لذلك نحن نرضى بالواقع الحاضر حتى وقد وصل بنا الأمر درجة لا نرى فيها عيوب حالنا.

في المثال رقم6 عادة بالغ فيها العرف المجتمعي فأصبحت غير حميدة، ولا أعلم كيف تم ربطها بـ [ الكــرم ]. في الحقيقة أكره هذه العادة و أتشائم منها و خاصة من أولئك الذين أعرفهم "ليسوا بالغرب" . مثل هذه العادة هي التي أتمنى أن نغيرها والآن. "أقولك تقدم أنته أول غيّر، أنزين قبل زيد ترا الحريم عندهن سهمهن"
أحد الأسباب التي تجعلنا نرفض التغيير أو التجربة هو أننا نعتقد بأننا امتلكنا الأفضل ولا يوجد ما هو أفضل منه كما في المثال رقم7 .

سينبذ المجتمع كل فكرة جديدة عليه، ولا بأس بأن أقوم بإعداد صالونتي البسكويتية و آكلها في سطح المنزل بعيدًا عن الناس لأول مرة، ربما ستصل رائحتها إلى جاري فتعجبه.
عزيزي القارئ بعد قراءتك لهذه الكلمات اتمنى أن لا تقوم بـ "معازمتي" على الأكل أنا خاصة، هنالك أولويات أخرى.

التغيير بحاجة إلى جرأة!
أرحب بجميع تعليقاتكم في الأسفل
كتبه : أيوب الشعيلي.

تعليقات

  1. مقال رائع أيوب
    بس خبرني لما يكون غاية صالونة البسكويت. .أنوكلها مع بعض..

    ردحذف
  2. طرح مميز كالعادة ،
    مبدع حد الإحتراف ،
    فنان حد التميز ،
    قلم مترف ، باذخ المجد ، رهيب الجمال ..
    وفقك الله لما يحب و.يرضا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سناب شات ما وراء الفكرة

أصدقائي المجاهيل

المدينة لم تستيقظ بعد!