فزعة التوافه


#تمهيد

قبل أشهر فقد أحدهم أقرب أصدقائه . . . قبل أيام أديت أسوأ اختبارين في حياتي . . . إلى الآن ومازال جاري فقيرًا . . . بعد أيام صديقي سيصبح سجينًا . . . زميلي سيعتزل مقاعد الدراسة قريبًا . . . 

هكذا !

الآلام والأحزان على جانبي الطريق . . . دعها وشأنها واصل مسيرك إلى الأمام حيث وجهتك . . .

لائحة كبيرة أمامنا [ كل الطرق كئيبة ] يا إلهي!

هكذا هي حياتنا حزينة حقًا . . . لا ليست حزينة فقط بل وإنها خانقة وكئيبة فحسب.


#مدخل_النص:

1 يناير 2013 الآن في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل أيوب على تويتر يرتقب تغريدات العام [ الـــــمـــيـــلادي ] الجديد!

هكذا كانت أولى تغريداتي لهذا العام:


فجأة أغادر مكاني ... أبحث عن زجاجات الخمر . . . أين البالونات؟ . . . أين الكعك والشراب؟ . . . أين وأين كل تلك مستلزمات الاحتفال "Happy New Year"؟ . . . بعد ذلك تذكرت "زبالة الغرفة" التي لم ترمى منذ أسبوع . . . نعم فأنا مازلت تحت سقف هذه غرفة "العزوبي" البالية . . .


#فزعة_النص :

لِم هذا الصراخ يا أنتم . . . لِم التكفير يا أنتم . . . لِم التحزين يا أنتم . . .

لِم كل تلك الرسائل التي تصفنا بالوثنية / المسيحية / الصلبية / النصرانية أيًا كانت! هل الرسائل الجميلة / العاطفية / رسائل الصداقة / رسائل الحب /  الخير / رسائل التمني والنجاح ... هي رسائل ماسونية أو صلبية؟

أننكر مشاركة غير المسلمين فرحتنا بالأعياد الدينية؟ ولكن هل منهم من يصلي العيد بجانبنا؟

أيها المحزّن يا باعث الحزن . . . أتعلم ما قام به باعثو تلك الرسائل، هل فعلًا هم احتفلوا كما يحتفل غير المسلمين بذلك العيد! هل كنا نغرّد من داخل المرقص ونحن نطلب المزيد من الشراب؟ كي تصفنا وبتشبهنا بهم ؟ ؟ ؟

فقط هي أحرف أرادوا بها إسعاد من حولهم . . . فقط هي أحرف أرادوا بها أن يتذكروا كل عزيز على قلبهم . . . فقط هي أمنيات وكلمات أرادوا الخروج بها من ذلك شارع الحزن . . .

في تلك اللحظات التي عكر بها بعضهم صفاوة خط الزمن (Time line) في تويتر، تذكرت تغريدة لي سبقت الحدث بأسبوع


نعم هكذا هي الفزعات تتكرر في كل موسم!

أخبركم عب أول عادي!

"عب أول عادي" نعم أحدثت فزعة أخرى من قبل أولئك من يدعون الغيرة؛ فقد قاموا بتأويل هذا الوسم على هواهم -السلبي- مما أدى إلى إنتشارها بشكل فضيع في مدة لم تتجاوز ال4 أيام.

ولا أنكر بأن مثل هذه اللزمات قد تكون مفتوحة المعنى والتأويل، ولكن لماذا لا تناسبنا الألعاب في حديقة الأطفال؟ الجواب: لأنها وجدت للأطفال فقط!

إن مثل هذه الفزعات غالبًا ما يقوم بها من يدعون أنفسهم بالإصلاح؛ فكل حدث يقوم به الناس للترويح عن انفسهم بشكل عفوي أو غير مقصود...تتدخل تلك الفئة بفزعتها فتقارن وتنسب كل شيء إلى الإسلام أو التكفير وغيره.

ومازلت أذكر الفزعة التي حدثت مؤخرًا بتاريخ 1\2\34 هجري عندما سبقه الإهتمام الكبير بتاريخ 12\12\12 ميلادي، فقد كتب الكثير منهم بأن عدم إهتمامنا بالتاريخ الهجري المميز كمثله الميلادي دليل على نقص إيماننا... وليت أن هذا التاريخ من صلب الدين، أو يؤثر في عقيدتي وعباداتي...نعم ربما لو كان عقد قراني في ذلك اليوم الهجري المميز لشفع لي يوم القيامة!!

هكذا يربطون التوافه بالدين ويضخمون كل صغيرة بأنفسهم...


#مخرج_الفزعة :

هنالك الكثير من الفزعات الخاطئة والتي يتفاخر بها أصحاب الشأن كفزعة ميدان إستعراض السيارات [ جزء من النص مفقود ]. وعندما تقدم لمناقشة أحدهم لتوضح له وجهة نظرك يأبى و يكمل فزعته، ولو دخل للنقاش فالنتيجة بالنسبة له محسومة مسبقًا . . . حقا هذا الإنغلاق والتعصب أولى بالفزعة من ما يفزعون إليه!!

أحقًا تفزعنا التوافه أم أننا نفزع للتوافه؟

عذرًا يا رسول الله ففزعاتنا توافه

"سأحرق لك بيتك، وأنهب سيارتك، و نعالك أيضا، ثم يأتي أحدهم -بحسن نية- ويستنهضك لأن تفز لنعالك وينسى ما هو أهم وأعجل. نعم، فلسطين محتلة وأنواع المجون الفاضح تغزونا غزوًا وآلاف المسلمين تحت خط الفقر وآخرين يموتون جوعًا، وآلاف مضطهدين . . . ولكن نحن نهتم و نستنفر طاقاتنا لكي ننتبه وننبه الناس أن الإحتفال برأس السنة الميلادية يخرجنا من الملة أو يجعلنا مقلدين عميان كأقل وصف.." المعتصم الريامي

إذن !

 لا بأس بأن لا تناسبنا الألعاب في حديقة الأطفال فهي وجدت للأطفال فقط، ولنتركها لهم.

ولنسمح للعالم أن يبتسم وقتما شاء فهنالك الكثير من الهموم قد أرهقته
دعهم يحتفلون فهم حقًا سيتنفسون الصعداء

وبأعلى صوت [ نـحــن بــخـــيـــــر ]

فكل ما نحتاجه فعلًا هو فزعة خير، فزعة علم، فزعة عطاء، فزعة تطور، فزعة تحقق الحلم العربي النائم لا فزعة توافه!


****

شاركني التدوين المعتصم الريامي
@almotasim1 



تعليقات

  1. ويستمر الخلاف في تعريف التوافه، فكم من عقوبة تلقيناها في طفولتنا لقيامنا بشيء تافه، أو على الأقل نعتبره كذلك. وكم من "كبيرة" في نظرنا أمرنا بخوضها فقط لأنها شيء "تافه" !
    لا ريب إذا أن نكبر ونحن لا نميز الصغيرة عن الكبيرة ونفزع لهذه دون تلك.

    ومع كل ذلك، ما زلت مصرا على أن توافه كعيد الميلاد والعام الهجري الجديد تكبر شيئا فشيئا وتوشك أن تكون أكثر قدسية لدى الجيل الجديد عن السنة الهجرية الجديدة والمولد النبوي.

    لنسمح لأمتنا بالإبتسام، بشرط أن لا يكون هذا هذا الابتسام يوما من الأيام في مناسبات الغرب ويختفي تماما من مناسبات ديننا.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سناب شات ما وراء الفكرة

أصدقائي المجاهيل

المدينة لم تستيقظ بعد!